Wednesday, August 29, 2007

يوميات سيناوية 13 زهور آدمية


اليوم السادس الجمعة 11\8\2007
تقول لي كم أود أن أكون في حياتك كما أنت في حياتي
أقول لها وما أدراك أنك لست ذلك الإنسان؟ هي لا تعلم أنني عندما أساهم في تخفيف ألمها أفعل ذلك لأجلي قبل أن يكون لأجلها... أفعل ذلك لأنني لا أتحمل ألمها... هي زهرة في تلك الباقة... باقتي التي تضم زهورا ملونة من بني آدم وحواء... أؤمن بهم... أحبهم... عندما أنظر إلى وجوههم أو أسمع أصواتهم تملؤني الفرحة... لا أتحمل أن أجد أحدهم حزينا... قد لا يعلمون ماذا يمثلون بالنسبة لي... قد لا يفهمون أنهم يجعلونني أحب الحياة... قد لا يشعرون بما أشعر به تجاههم... وقد يشعرون... ولكنني سأبقى ما حييت أحبهم وأبعد عنهم الأحزان قدر استطاعتي... لأنهم حقا زهور في باقتي

يوميات سيناوية 12 ليت


اليوم الخامس الجمعة 10\8\2007
ليتني أعرف ما خطبك
أحادثك فلا ترد علي
أنظر إليك فتتحاشى النظر في عيني
تتجاهلني... حسنا
هل تشك في أنني أحبك؟
لماذا تتركني أفرح لفرحي وحدي؟
حتى فرحك... لا نفرح له سويا
يفرح كل واحد منا وحده
فلماذا لا يجمعنا الفرح؟ أو حتى الألم؟
يؤرقني شك في أن أكون أنا السبب فيما نحن فيه
أفلا تمد يديك؟

يوميات سيناوية 11 سؤالات من غير جوابات


ومتى القلب في الخفقان اطمأن؟

هل أنا كنت طفلا
أم أن الذي كان طفلا سواي؟

من قصيدة "ضد من" من ديوان أوراق الغرفة 8 لأمل دنقل

يوميات سيناوية 10 زهور


الخميس 9\8\2007
أجلس على السلم الأسمنتي... مكاني المفضل هنا... أقرأ أمل دنقل ...لأول مرة
وسلال من الورد
ألمها بين إغفاءة وإفاقة
وعلى كل باقة
اسم قاتلها في بطاقة
***
تتحدث لي الزهرات الجميلة
ان اعينها اتسعت دهشة
لحظة القطف
لحظة القصف
لحظة إعدامها في الخميلة
تتحدث لي
أنها سقطت من على عرشها في البساتين
ثم أفاقت على عرضها في زجاج الدكاكين
أو بين أيدي المنادين
حتى اشترتها اليد المتفضلة العابرة
تتتحدث لي
كيف جاءت إلي
وأحزانها الملكية ترفع أعناقها الخضر
كي تتمنى لي العمر
وهي تجود بأنفاسها الآخرة
***
كل باقة
بين إغماءة وإفاقة
تتنفس مثلي بالكاد ثانية ثانية
وعلى صدرها حملت راضية
اسم قاتلها في بطاقة
قصيدة"زهور" من ديوان أوراق الغرفة 8

يوميات سيناوية 9 على الممر


اليوم الثالث 8\8\2007
تفلت مني أعصابي... يعلو صوتي في الفضاء فأسمع صداه... تمر لحظات مؤلمة... مي تصيبني بالجنون مرتين... مرة عندما تفقدني السيطرة على أعصابي فأصرخ فيها ومرة عندما اهدأ وأندم على تعنيفي لها... لحظة ميلاد الفرح كان في حبيب رايح... وسط فرحتي الطاغية بلقاء الرمال والسماء والبحر والهواء النقي لابد من زيارة للألم ليكتمل طعم الحياة... كم شعرت بالوحدة وأنا على هذا الممر الأصفر الطويل... تتسارع خطوات الفتاتين... يبعدان عني كثيرا... تتركاني وحيدة في الفضاء... انهمرت دموعي رغما عني... كان لابد من طعم الألم... صحوت من نوبة البكاء ذات الصوت المسموع على صوت مي وقد انتبهت لدموعي... شعرت فجأة بانقشاع إحساس الوحدة الكئيب... البنوتة التي صرخت فيها منذ لحظات كانت بجواري تربت على قلبي... نظرت لها وأنا أجفف دموعي... بررت لها كذبا نوبة البكاء الفجائية بقولي أنني تذكرت أصحابي مستغلة مشهد الحنين الدامع الذي كثيرا ما رأتني عليه في الفترة الأخيرة والذي لابد أن يكون حاضرا في مخيلتها... ابتسمت لها... وجدت الفتاة التي كانت تصرخ منذ قليل وتضرب على الأرض بقدميها لأن بعض حبيبات الرمل اخترقت خفها الجديد هادئة... انتقل إلي هدوءها بالعدوى... رفعت بصري من على وجهها في هدوء ناظرة إلى السماء... لن أنسى ذلك المشهد ما حييت... تلونت السماء بلون تركوازي حزين... رأيت في قطع السحب التركوازية المتناثرة طفولتي وصباي وأصحابي... وألمي. في تلك اللحظة خرجت من شرنقة الحزن... تخلصت من الإحساس بالوحدة في لحظات... وكيف لي ان أشعر بالوحدة وبجواري طفلة تبتسم وسماء تغازلني بألوان تركوازية... عندما وصلت لنهاية الممر كنت قد جففت دموعي وتمالكت نفسي إلى حد ما... أمسكت بيد مي ونظرت إلى السماء... لملمت بقايا رحلة الممر تلك بداخلي... لم يبق منها سوى تساؤل حائر لم أصل لإجابته بعد... لماذا؟... لماذا نصر على الجرح؟!

يوميات سيناوية 8 أنا بعشق البحر


اليوم الثاني7\8\2007
هو إيه حكاية البحر؟ليه بحبه كده؟يمكن عشان كبير وحضنه يسع الكون... يمكن عشان قوي وبحس معاه بضعفي... يمكن عشان هادي ولي لحظات جنون... يمكن عشان صوته بيهدهدني... يمكن عشان لونه بيخطف عينيه... يمكن عشان ريحته بتطمني... يمكن عشان بشوف في مرايته نور الدنيا ساعة الغروب... يمكن عشان بيشيلني... يمكن عشان في حضنه بحس إني لسه فراشة صغنططة لابسة بلوزة منقطة... يمكن عشان بعيد... يمكن عشان قريب... يمكن عشان كل ده... ويمكن عشان شبه حبيبي
أنا بعشق البحر
زيك يا حبيبي حنون
وساعات زيك مجنون
ومهاجر ومسافر
وساعات زيك زعلان
وساعات زيك فرحان
وساعات مليان بالصبر
أنا بعشق البحر

يوميات سيناوية 7 هنا وهناك


السما هنا مزروعة نجوم
والسما هناك مافيهاش ولا نجمة
السما هنا قريبة وحبيبة
والسما هناك بعيدة وغريبة
السما هنا بشوف فيها أحلام
والسما هناك ضبابية
السما هنا بتكلمني
والسما هناك ما بتسألش عليه

يوميات سيناوية6 غنية سيناوية


لا تصدقن يا بنات إن الجواز راحة
أول أسبوع في البيت مرتاحة
وتاني أسبوع سكر وتفاحة
وتالت اسبوع في القاع مساحة
ورابع أسبوع ويا العمة رداحة
وخامس أسبوع بيت أبوها رواحة
وسادس أسبوع في المحكمة سواحة
وسابع اسبوع مطلقة... مطلقة ومرتاحة
لا تعليق

يوميات سيناوية 5 رحلة الحلم أم حلم الرحلة


ما أجمل أن نعود إلى البداية بعد أن نكمل المشوار... منذ أربع سنوات جاء خطاب التنسيق وأنا هنا... شهدت بئر العبد فرحتي عندما لمست أصابعي الحلم لأول مرة... أتذكر رحلة العودة تلك جيدا... قضيتها في التأمل... كنت أحاول أن أرى في الرمال التي تمر سريعا أمام عيناي المستقبل المبتسم في غموض... فتحت باب الحياة الجديدة هنا... جئت مرة أخرى في منتصف الرحلة بالضبط ... في إجازة السنة الثانية... وقبل ان تظهر النتيجة... كنت هنا... وظهرت النتيجة فور عودتنا... وها أنا أعود إلى المكان الذي شهد على كل مراحل الحلم... شهد ولادته... شهد أولى خطواته... وها هو يشهد حلمي ينمو أمام عيناي

يوميات سيناوية 4 لحظة لقا


بعد عبور القناة ألتقي بصديقة لها معزة خاصة عندي... رمال سيناء... كم أحبها... أراها ثوبا حريريا ذهبيا مطرزا بنجوم خضراء... أتخيل كفا سخية تغترف لآليء خضراء من حوض زجاجي شفاف تنثرها على تلك السجادة التي تملأ الأفق... أتخيل كالأطفال... لو اقتصرت نعم الله علينا على الخيال لكن ذلك وحده كفيلا بجعلي أعشق الحياة

يوميات سيناوية 3 وجوه على صفحة المياه


على كوبري السلام... تحظى برؤية بانورامية آسرة لقناة السويس... كلما أرى تلك المياه تنفلت مني مشاعري فلا أملك عليها حكما... لا أملك إلا أن أرى أمامي وجوه عمال السخرة الذين اختلطت دماؤهم المتعبة بمياه القناة... أرى أمامي وجوها خطها الزمن بخطوط تنطق بالشقاء... أرى حريتهم تغتصب في ديارهم... أرى وجوه زوجاتهم الحزينة... أرى وجوه أطفالهم الباسمة... أراهم يُجلبون من ديارهم قسرا وقهرا... يُلقى بهم وسط الصحراء... أرى شفاههم العطشى عندما تم إلغاء مشروع حفر ترعة المياه العذبة الذي كان من المفترض أن ينتهي قبل البدء في حفر القناة توفيرا للنفقات... توفيرا للنفقات حتى يتسنى للخديوي ان يقيم حفل افتتاح لائق... أرى وجوههم على الماء... إنما الناس سطور كتبت لكن بماء... كتبت لكن بماء

يوميات سيناوية 2 جرح الوطن في لافتة


قبل كوبري السلام المتراقص فوق مياه القناة وقعت عيني على لافتة "غريبة" و "جميلة". تحتوي اللافتة على سهم يشير إلى الشمال. حتى الآن لا شيء خارج على العادة. ما راعني هو أن اللافتة تضم أسماء الأماكن التالية: سيناء... فلسطين... الأردن... العراق!!! جعلتني هذه اللافتة العجيبة أسرح بعيدا... حركت شيئا ما بداخلي... بعد شيء من التفكير اكتشفت أن اللافتة ليست "غريبة"... كل ما في الامر أننا نسينا أن الطريق واحد... في اللاوعي البعيد كم وددت لو أن الحافلة لم تتوقف عند مدينة بئر العبد لتأخذني هناك... تمر بي عبر المعابر... تلقي بي هناك في قلب ذلك الجزء المجروح من الوطن الذي طالما حلمت أن يداويه ويداويني

يوميات سيناوية 1 وطني حبيبي


الإثنين 68 2007
على أطراف مدينة الإسماعيلية قرأت لافتة مكتوب عليها:"مصر مبارك". استفزتني. ما أغرب أن تكون مصر المضاف ومبارك المضاف إليه. المضاف نحويا شيء ما ينسب إلى المضاف إليه. هل أصبحت مصر مجرد مضاف ينسب إلى مبارك. التركيبة النحوية توحي بأن مصر مجرد عزبة يمتلكها مبارك... مصر مبارك... قلم رامي. لم أحب يوما أسلوب جرائد المعارضة ولم اتعمد أن أستخدم مفرداته... إنه فقط شعور بالرفض انتابني عندما رأيت تلك العبارة... مصر لن تكون أبدا المضاف... الأشخاص يأتون ويرحلون ولكن الوطن يبقى

Thursday, August 16, 2007

ما بتعلمش


When you feel like a tiny bird flying high then suddenly falling on a hill of sharp rocks... when you bury yourself in work hoping to forget but you fail... when you wish that all the sounds of things and all the voices of poeple be silenced for a while... when you long for being alone with your pain, then you are disappointed.
*
*
*
When you fail to communicate with someone you love when you are looking into his eyes even though you have been almost together when you were about 400 km away, you touch with your hands the painful irony of life.When you feel that mountains of an unidentified nature are there blocking the way in front of you and you cannot stretch your arm to someone you love and is there standing before your eyes, you feel the shock of discovering the harsh face of life for the first time, when it is not actually the first time at all.
*
*
*
When you expect to find something there, but you find nothing but the void, then you are living. When you live, you see.

"Remember me!"


" Remember me!", said the ghost of Hamlet the father to the Sensitive Prince. All what he wanted was rememberance... for remembrance is everything.



ما أحلى أن يتذكرنا من نحب... تُرى هل يدركون وقع كلماتهم الحانية؟... أتمنى ذلك... أتمنى لو شعروا بما شعرت به بينما كانت عيناي تمر على كلماتهم أو أذني تسترق السمع لحنو صوتهم عبر الهاتف... لم اكن أعلم أن أسلاك الهاتف وشبكات المحمول موصلة للحنان... علمونا فقط أنها موصلة للكهرباء... يا لقصور التعليم!... قضيت عدة أيام وقلبي معلق بالمحمول... أنتظر ما لا أستطيع ان أحدد ماهيته... كلما أمر بتلك الغرفة أتفقد تلك الشاشة الطيبة التي أحببتها لأنها الباب الذي يطرق عليه من أحب... أشعر بسعادة غامرة كلما أجد رسالة أو مكالمة فائتة... شعور طاغي بالفضول... يا ترى من؟... ما بين ضغطي على زر فتح الرسالة ورؤيتي لها أعيش ثواني معدودة مفعمة بالفرحة... فرحة الطفل عندما ينام ليلة العيد محتضنا ملابسه وحذائه في انتظار نور الصباح... أحيانا أغمض عيني... فقط لأفتحها على اسم جديد تذكرني... أقرأ الكلمات سريعا في فرحة... أقرأها مرة أخرى... وربما أعود إليها لأقرأها عدة مرات في اليوم... تلك الأشياء الصغيرة تصنع الكثير... تحيي بداخلنا الشعور بأن الحياة تستحق أن تعاش... تؤكد أن ما بداخلنا يصل للجانب الآخر من الشاطىء... تربت على أكتافنا المنهكة قائلة في صوت خافت: هناك من يتذكرك