"شمسك راح تسكن ضلي"
.
كنا صغارًا.. نستحم يوم الجمعة نهارًا.. نستسلم في هدوء ليد "ماما" وهي تجدل الضفائر.. نجري بعدها نبحث عن رقعة شمس في البلكونة.. نجلس القرفصاء.. أنا ومريم.. أحيانًا ما كنا نمدد أرجلنا الصغيرة لتستحم هي الأخرى في الشمس.. نعرض ضفائرنا المجدولة حديثًا للشمس.. مريم تؤمن أن تعريض الشعر للشمس يكسبه لونًا فاتحًا.. "ماما" قالت لها ذلك في يوم من الأيام.. آمنت بقوة أن الجلوس في الشمس سيكسبها بعض الشعرات الملونة.. لم يحدث ذلك أبدًا يا مريم.. لا بأس.. لطالما بهرني سواد شعرك تحت شمس يوم الجمعة.. ولكن المرة القادمة، لا تصدقي كل ما يقال يا صغيرتي.. على العموم، "الماما" لم تكن تقصد.. صدقت بالفعل أن الشمس تلون الشعر.. كانت حسنة النية يا مريم.. لم تقصد تضليلك على الإطلاق.. ثقي في ذلك.. أحبك
.
.
.
"قولوا لعين الشمس ما تحماش"
.
ها هي الشمس تقسو
لا أحب تحولها المستمر
كيف يمكن لها أن تمتلك كل هذه الوجوه؟
كيف يمكن لشمس الخريف الحنون أن تستسلم للضعف أمام الشتاء؟
كيف تحتجب عنا بالأيام، تاركة إيانا (أنا وماما) نواجه وحدنا اكتئاب الشتاء؟
كيف تصبح شمس يناير وفبرايرالبرتقالية العفية شمس مارس البيضاء الغاضبة؟
.
غاضبة منها أنا لأنها تقلبت كعادتها
ارتدت قناع الصيف دون سابق إنذار
لم يعد في استطاعتي أن أصافحها صباحًا
لن أختار الشارع المشمس من الآن فصاعدًا
سأرفع مضطرة حجاب كراستي بين وجهي وبينك
سنبتعد أنا وأنت.. مؤقتًا
سأراك فقط من خلف زجاج النوافذ
إلى أن نلتقي.. ساعة الغروب
عند تلك البحيرة
في يوم من أيام شهر أغسطس
.
رغم كل شيء.. أحبك
3 comments:
رائع جدا تصويرك للشمس بأوجهها العديدة وتلك العلاقة الحميمة بينكما واضطرارك للإنفصال عنها حين تشتد أشعتها
بوست أكثر من دافئ تداعبه أشعة الشمس
:)
i read it once published
and could not comment
for..i was enjoying the sun of your words after all!!
:)
تسنيم
شكرًا يا تسنيم على الكلام الجميل ده :)
"تعليق أكثر من دافيء"
Epitaph,
يا سلاااام
إيه الكلام الكبير ده
:)
"نورت شمسي يا حبيبي"
Post a Comment