اليوم الثالث 8\8\2007
تفلت مني أعصابي... يعلو صوتي في الفضاء فأسمع صداه... تمر لحظات مؤلمة... مي تصيبني بالجنون مرتين... مرة عندما تفقدني السيطرة على أعصابي فأصرخ فيها ومرة عندما اهدأ وأندم على تعنيفي لها... لحظة ميلاد الفرح كان في حبيب رايح... وسط فرحتي الطاغية بلقاء الرمال والسماء والبحر والهواء النقي لابد من زيارة للألم ليكتمل طعم الحياة... كم شعرت بالوحدة وأنا على هذا الممر الأصفر الطويل... تتسارع خطوات الفتاتين... يبعدان عني كثيرا... تتركاني وحيدة في الفضاء... انهمرت دموعي رغما عني... كان لابد من طعم الألم... صحوت من نوبة البكاء ذات الصوت المسموع على صوت مي وقد انتبهت لدموعي... شعرت فجأة بانقشاع إحساس الوحدة الكئيب... البنوتة التي صرخت فيها منذ لحظات كانت بجواري تربت على قلبي... نظرت لها وأنا أجفف دموعي... بررت لها كذبا نوبة البكاء الفجائية بقولي أنني تذكرت أصحابي مستغلة مشهد الحنين الدامع الذي كثيرا ما رأتني عليه في الفترة الأخيرة والذي لابد أن يكون حاضرا في مخيلتها... ابتسمت لها... وجدت الفتاة التي كانت تصرخ منذ قليل وتضرب على الأرض بقدميها لأن بعض حبيبات الرمل اخترقت خفها الجديد هادئة... انتقل إلي هدوءها بالعدوى... رفعت بصري من على وجهها في هدوء ناظرة إلى السماء... لن أنسى ذلك المشهد ما حييت... تلونت السماء بلون تركوازي حزين... رأيت في قطع السحب التركوازية المتناثرة طفولتي وصباي وأصحابي... وألمي. في تلك اللحظة خرجت من شرنقة الحزن... تخلصت من الإحساس بالوحدة في لحظات... وكيف لي ان أشعر بالوحدة وبجواري طفلة تبتسم وسماء تغازلني بألوان تركوازية... عندما وصلت لنهاية الممر كنت قد جففت دموعي وتمالكت نفسي إلى حد ما... أمسكت بيد مي ونظرت إلى السماء... لملمت بقايا رحلة الممر تلك بداخلي... لم يبق منها سوى تساؤل حائر لم أصل لإجابته بعد... لماذا؟... لماذا نصر على الجرح؟!
No comments:
Post a Comment