Saturday, November 1, 2008

نور عيني

مرجيحة
أحاول أن ألمس طرف الخيط، أبحث عن البداية في صندوق الذكريات، متى كان المشهد الأول الذي يجمعنا وماذا كان؟ متى بدأنا.. أنا وهي؟ لا أذكر المشهد ذاته، ولكن أرى صورة حية له ترسمها كلماتها وهي تحكي لي عن تلك المرجيحة التي نصبها خالو على الجميزة أمام البيت الريفي الكبير الذي قضيت فيه أولى سنواتي. أراني - عبر صوتها - أرتفع في الهواء بعد دفعة قوية من خالو، وأصرخ وأستغيث بها، فتأتي مهرولة، تحملني وتعنف خالو، ثم تعيدني إلى المرجيحة وتهزها بلطف. أرتفع مرة أخرى نحو السماء، والشمس، والسحب الصغيرة الخجولة، لكن هذه المرة بلا أي صراخ. تبث في كلماتها وهي تحكي لي عن تلك المشاهد الأولى نفس الشعور الذي لابد قد شعرت به وهي بالقرب من المرجيحة.. أمان
.
.
حنفية

طول عمرك وإنتي بتحبي الميه. كان عندك يا
دوبك سنتين. كنتي تمشي زي الدبدوبة في الجنينة، ولما تقربي من حنفية الزرع، تبصي
يمين وشمال، وتجري تفتحيها وتغرقي نفسك، وآجي ألحقك،
وأشيلك، وأزعق لك، وأغير لك هدومك، وتاني يوم تتكرر نفس الحكاية. تموتي في
الميه

.
هكذا رسمت لي كلماتها ثاني المشاهد الأولى. حكت لي هذه الحكاية عشرات المرات، بطرق مختلفة، ولكن كان هناك دائمًا نفس الشعور
.
دفا الهدوم الناشفة بعد لسعة الهدوم المتغرقة ميه
.
.
محشي
أولى المشاهد التي أذكرها بنفسي لا من خلال حكاياتها.. أنا متمددة في كسل على السرير السفري (ذلك السرير ذو السوست الذي طالما لعب عليه كل أطفال العيلة "النطاطة") وهي تلف أصابع المحشي على الأرض.. يستمر المشهد لساعات، أميل خلالها بين الفينة والأخرى لتضع أصابعها السمراء الرفيعة حفنة صغيرة من رز الحشو النيء في فمي
.
.
حدوتة
نايمين أنا ومريم جنبها في أيام نباطشية ماما. تحكي لنا حدوتة الثلاث معيز. تغفو مريم سريعًا كالعادة هربًا من اللحظة التي يعد فيها الديب إناء الماء المغلي الضخم لتمر عليه المعيز الثلاثة. كان هناك معزة بيضا، وأخرى سمرا، وثالثة بني. توتا توتا فرغت الحدوتة، حلوة ولا ملتوتة؟ غالبًا ما كنا نقول "حلوة" ونغني غنوة. لم تحك لنا أبدًا سوى هذه الحدوتة. كل يوم نفس المعيز، ونفس الديب، ونفس النهاية. في مرحلة ما، أصبح مطلوبًا منا أن نمدها بأول خيوط الحدوتة ثم تكمل هي في منتهى السلاسة. بعد بضع سنوات من الفراق، عدت لأجدها قد نسيت الحدوتة. للأسف، لم أعد أذكر من الحدوتة سوى ألوان المعيز، وشخصية الديب، وحلة الميه المغلية
.
.
لانشون
كانت عارفة إن ماما مانعة اللانشون، عشان كده كان كل يوم نبات عندها فيه تعشينا لانشون، وأحيانًا نفطر لانشون كمان. ساعة المغرب، كانت تبعت تجيب العيش الفينو السخن وعلبة المربى والجبنة النستو وتحضر السندوتشات من بالليل، والساعة ستة ونص تصحيني وتقولي: يالله يا نور عيني.. قرآن الساعة ستة خلص.. يعني الساعة ستة ونص، وتسيب لي أنا عذاب تصحية مريم
.
في يوم من الأيام نسينا نجيب عيش بالليل، فجات المدرسة الساعة عشرة ومعاها كيسين سندوتشات. أنا فاكرة قوي طلتها من باب الفصل.. عبايتها السودة الشيك.. البونيه.. الطرحة الحرير الشفافة.. مش بنسى أبدًا إحساس المفاجأة لما طل وشها من باب الفصل
"يتبع"

6 comments:

دينا فهمي said...

ده اللي كتبتيه عند هشام؟؟؟؟؟
لو أيوة
يبأى هحب هشام.. للأسف

ياااااااااااه
في حاجات كتيرة أوي في حياتنا حلوة الواحد مش لاقي وقت حتى يفتكرها

بس فعلا مادام الواقع مؤلم ممكن نحاول نلاقي في اللي فات حاجة تبسطنا

روز said...

جميلة يا نونة :)
زيك كده
ربنا يشفيها لك ويقومها بالسلامة يارب، وتبقى كويسة عشان خاطرك :)

Epitaph1987 said...

I have to use for the first time my new ID to comment here...

To bless your heart..and kiss your forehead..and to thank you for the warmth you've showered by heart with... for making me feel safe..warm..suprised..and in love with that beautiful lady..whom I long loved...because of you..because she's a glittery beautiful Fairy...who scatters joy and love over all the hearts who have met and known her..and who did not yet...!

7'odeeny b2a leeha :(

________

Thank you !!

Beautiful Mind said...

:(






:(




:(




هاجر قالت كل حاجه
:)
وانا شرحها كده بالظبط

dandana said...

شخص مميز بس يقدر يسيب لينا ذكريات مميزة

أنا إستمتعت
وحسيت بالحب ف كل كلامك عنها
أكيد واصلها الحب دا
والإعتزاز بيها وبكل كلماتها ليكى
ودا المهم

سعيدة إنى قريت لك بوست النهاردة

Nour said...

جميلة قوي يا منى
:)
حبيت قوي فكرة إنك كنتِ عايزة تكتبي "عنها" وهي لسة مروَّحتش
إوعي تسيبيها تروَّح من قلبك أبداً
:)