Sunday, July 1, 2007

في بيتنا كنز... لفترة محدودة




في زيارتي الأخيرة لها لم أجدها ولم أجدني... باعدت بيننا الهموم والمشاكل... لم أستطع أن أنام في حضنها وأستمع إلى حكاياها كما أردت... نمت إلى جوارها ولكنني لم أجدها ولم أجدني... كانت تتحدث ولكنني لم أستمع... لم يأخذني صوتها إلى عالم سحري كما يفعل دائما... كنت مثقلة بهموم أزمة ربع العمر... في ليالي الامتحانات الأخيرة.... عندما كان الوجد يغلبني... كنت أتوق إلى حضنها وصوتها... شعرت حينها أنها هي فقط ستهدىء من روعي... سقطت بعض الوريقات من أعمارنا... وصل قطار الامتحانات إلى المحطة الأخيرة... ارتحلت نحوها أبحث عن ذاتي فلم أجد ذاتي ولم أجدها... عدت إلى الديار... ولكنني عدت خائفة... خائفة من كلماتها الأخيرة لي قبل أن أعود... كانت تودعنا كعادتها في الشرفة... لوحت لها بيدي... فلوحت لي وقالت :"خايفة"... لم توضح المزيد ولم أستوضح أنا... أعلم جيدا ماذا تقصد... حينها خفت أنا الأخرى... لطالما خفت أنا الأخرى من فراقها... ولكن هذه المرة كان الخوف مضاعفا... لم أرد الفراق دون أن أجدني ... دون أن أجدها... خوفي جعلني أتذكر ما كدت أن أنساه... منذ حوالي السنة ... كانت تودعنا في الشرفة... أردت أن أجعلها تبتسم ... خلعت طرحتي البيضاء ولوحت لها بها من نافذة السيارة... "فرافيرو ترفع الراية البيضاء! "... هذا ما قالته هي... تناديني دائما ب"فرافيرو"... منذ ذلك الحين وانا أرفع الراية البيضاء وأنا أودعها... ولكن هذه المرة شعرت أنني أرفع الراية البيضاء أمام الخوف... لا... لن أستسلم له... مازال الأمل موجودأ... هي في بيتنا الآن... يا للروعة!... في بيتنا كنز... يا هل ترى سأنجح في فتح باب المغارة هذه المرة... هل سأنجح في أن أجدها وأن أجدني؟... هل سأجد فرافيرو؟... هل سأجدها ؟...
جدتي
في بيتنا
الكنز في بيتنا
ولكن
لفترة محدودة

1 comment:

life said...

بوسيهالي يا مني و قوليلها اني بحبها من قبل ما اشوفها