Friday, May 23, 2008

بعد غياب



وأعشق عمري لأني
إذا مت أخجل من دمع أمي

.
.
من بين شقوق الشيش
كانت تطل علي بين الحين والآخر.. تفتح الباب بما يكفي فقط لتدخل رأسها.. تنظر إلي في إشفاق.. "عاملة إيه؟".. لم أستطع ان أخفي عليها إحساسي في كل مرة.. كنت أقول لها.. في صمت.. "إني أغرق".. وكانت تسمعني جيدًا.. يزداد قلقها، وتتمتم ببعض الكلمات الغاضبة مما
يحدث.. تسحب رأسها بتوتر.. وتغلق الباب
.
.

هرمت فردي نجوم الطفولة
حتى أشار ك صغار العصافير
درب الرجوع
لعش انتظارك

.
.
الجسر
بالأمس جاءت تصلي في غرفتي.. قبل أن ترفع يديها لتكبر، سرحت وهي تنظر إلى سقف الغرفة، وتعدل رداء الصلاة.. فاجئتني بصوتها وأنا أظنها قد انخرطت في الصلاة: بصي يا منى، اتخيلي إنك ماشية في غيط مليان خضرة أو جنينة جميلة، وقابلتك "قناية" فيها مية راكدة، ولازم تعديها عشان تكملي رحلتك وسط الخضرة، وع البر التاني إنتي شايفة وشوش كل إلي بتحبيهم، بيبصوا لك ومستنيينك.. عارفة هتعملي إيه؟ هتفضلي ماشية ماشية لغاية ما تلاقي جسر صغير ما هو إلا جذع شجرة، هتعدي عليه وإنتي خايفة، وتمشي بالراحة خطوة خطوة، وتمسكي إيد صحابك إلي معاكي، وتسندوا بعض، وبعدين هتوصلوا، وتلاقونا مستنيينكوا ع البر التاني، وتكملوا الرحلة.. وسط الخضرة
انتهت هي من كلامها، وأنا ارتسمت على وجهي ابتسامة تسللت خلسة إلى القلب.. مازالت محتفظة بخيال الطفولة الملون.. هكذا هي أمي.. أداعبها دائمًا بشأن خيالها اللا محدود
.
.

ضعيني إذا ما رجعت
وقودا بتنور نارك
و حبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك

.
.

من كل ما حدث في الأيام الثلاثة الماضية لا أريد أن أتذكر سوى تلك اللحظات، وتلك الحديقة، وذلك الجسر الذي تحدثت عنهم أمي.. قد كفانا ما قد كان
_________________________
الشعر: محمود درويش
لحنه وغناه: مارسيل خليفة
أحن إلى خبز أمي

5 comments:

دينا فهمي said...

ربنا ما يحرمك من مامتك يا منمن (:
أنا كلمتك امبارح اتطمن عليكي بس ماحدش رد ):
يا رب تكوني جميلة كعادتك

Anonymous said...

هيهيهيهي
تلاقيها مش سمعته كالعادة يا دندن
مقيمة في الاوضة محدش عارف يلاقيها

انا باهدي النفوس بس

انا كنت قريتها اول ما صحيت علي فكرة يا اخت كلمات
وابتسمت
ودعيت لطنط وليكي

وحلمت بالحديقة الخضرا

ياااااااااا رب

ربنا يجعل ايامك كلها زرع اخضر و ورد روز


امشوا من هنا يا بنات روحوا ذاكروا الامتحان مش جي في التدوين والفيس بوك

:((

دينا فهمي said...

يا بنتي
إحنا أكبر من إننا نذاكر ((:

Beautiful Mind said...

أمى وهل لى سوى يديكى
أرجوهما من ندى السماء
أبوابها طوع راحتيك
ان تسألا يُسمع النداء
يامن حلا باسمها النداء
يامن تسامى بها العطاء
إن رمت جوداً من السماء
من غير نعماكِ لا تجود

(فيروز)

تحياتى الى خيال الطفوله الملون الذى ليس له حدود
"الخضرة" "والجنينة"وقناية الميه و جزع الشجرة"

هوا ده الكلام الصح
:)
والخيال الاصيل

"عوداً حميداً "بعد طول غياب

كلمات said...

امرأة تقول الذي لا يقال

يا رب يا دندن :)
تسلمي على سؤالك

إيبي لم تدرك بعد وضعنا الأكاديمي :)
الحق فوق القوة، ونحن فوق الامتحان
__________________________

Epitaph,
دايما بتسعي في الخير يا أخت إبيتاف
:)
كويس إنك حلمتي بالحديقة الخضرا
واصلي الأحلام الخضراء.. وكل الألوان

____________________________

Mind,

شكرا على استدعاء صوت فيروز
بس أنا عمري ما سمعت الأغنية دي

شهادتك على خيال مامابالأصالة شهادة يعتد بها
*لأسباب جغرافية تتعلق بالأصالة*
:)